منتـ حوار الالم ـدانا

**المدير** الجمعة مارس 05, 2010 1:44 am

حوار الألم

حوار دار بين شخص ذوي إعاقة جسدية وشخص يعد نفسه صحيحا، ولكنه معاق القلب والروح، مرة اجتمع

هذان الشخصان معا ولسوء حظهما لكل منهما حكاية، نعم ركب كل منها نفس الحافلة، إلا أن الشخص ذوي

الإعاقة وجد صعوبة فأعانه أناس خيرون على الركوب معهم، وهو يلوح ببصره ليجد مكانا يريح فيه قوائمه

نظر إليه شخص كأنما يريد أن يقوم ماذا تفعل هنا وبالصدفة نهض فتى شاب قويم العقل والجسد وسمح لذوي

الإعاقة بالجلوس ولحظه جلس جنب شخص النظرة، المسافة طويلة ولا بد أن يتكلم أحد، وكما ظننتم تكلم

صاحب النظرة وقال:

السلام عليكم، ماذا أنت فاعل هنا. كأن السلام شفعت له عند ذوي الحاجة ليمحو به سيئة النظرة وأضاف إليها

سؤال أشد حدة ماذا تفعل هنا.

أجاب الأخ وقال (ذوي الإعاقة): جئت هنا يا صاحبي لأقضي حاجة.

قال صاحب النظرة: وما حاجتك غير البقاء في منزلك لماذا تعجز نفسك وتحملها ما لا طاقة.

أجاب الأخ: ومن قال ليس لدي طاقة لم أطلب مساعدتك ولم أسقط على الأرض غير مطاقا.

قال: أراك تزعج الغير بك وبإعاقتك وتجبرهم على مساعدتك دون دراية

الأخ: نعم يساعدوني لأن فيهم بذرة الثقافة وطهرة الروح ونقاوة القلب.

قال: ما بال عائلتك تركتك وحيدا دون مرافق يساعدك لتنقص على نفسك المعاناة.

الأخ: عائلتي في قلبي وأردت أن أكون وحدي لأن الإعاقة لن تنقص مني شيئا غير جزء من جسمي.

قال: أجل، نعم وهو مستهزئا، صار المعاق يقضي حاجة.

الأخ: أجاب ولم يرد أن يجب، أتظن أنك أحسن مني حالا، أنظر في قلبك تجده مريضا معاقا.

قال: والغضب يملأ أجفانه: أتسخر مني يا صاحب الإعاقة.

الأخ: مبتسما يجيب، أرأيت فرقي بيني وبينك يا وجهك أحمر ووجهي نظر، جبينك تغشم وجبين مبتسم، من

منا معاق أنا أحاورك بالحسنى وأن تحدثني بالسخرية من منا المعاق.

التفت ركاب الحافلة نحوه وقالوا لعمرنا إنه معاق فلا تكن ممن يستمعون كلامه.

أخيرا نزلت في محطتي ونزل معي لأنه يجاورني في حيي، أردت قطعه الطريق بكل راحة فتمهلت وتسرع

فكان ضحية سيارة، المسكين شل كليا بعد ذلك النهار، زرته وأخبرته ماذا جرى، قال صرت مثلك معاقا

قلت لا قل صرت مثلك قويا نقي صاحب إرادة.

كيف يمكن أن نغير من نظرة المجتمع أفراده السلبية الناقصة إلى ذوي الإعاقة